يوم أن تغيبت الصــــد يـــــقــة
لم تكن مفاجأة بالنسبة لي أنها لن تحضر اليوم !!
لم تكن مفاجأة بالنسبة لي أنها غير قادمة وإيناسها مفتقد لدي، فلقد أخبرتني بالأمس أنها ذاهبة إلى مكان آخر!!
أغلقت بابي. خلوت إلى نفسي. دعوت لها، أعترف!!
وأعترف أيضاً، وأؤكد أنني تجاورت مع روحي مرارا على أن أقضي ساعات اليوم بدونها، وتهيأت لذلك، واعتزمت أن التزم الصمت والهدوء .. فما هي إلا ساعات بسيطة .. ويأتي اليوم التالي وتكون الصديقة بجانبي.
ما إن توقف "الباص المدرسي" ليحمل المعلمات، حتي شعرت بأن روحي تسحب بعيداً، ربما لمكان لا أعلم منتهاه، وزمان لا أدري مداه ..!
فقد صعدت المعلمات الثلاث، وأخذن مكانهن المعتاد، لكنها لم تصعد، ولم تكن بجواري، .. ولم تسافر ابتسامتي لتعانق ابتسامتها مثل كل الصباحات الماضية بادئة تحيتها اليومية:
- صباح الخير ..
تقولها، فيرتاح صدري، ويبعث صوتها الدفء، وينشره على أرجاء المقاعد .. وتسألني عن أحوالي، سؤال أم عثرت على وليدها بعد طول غياب!!
ما إن توقف "الباص" ليحمل المعلمات، حتي وجدت قلبي يتفطر .. ولما انقبض فجأة من بين أضلعي، رحت أنظر ثانياً حول المكان لعلها قادمة بعد قليل، .. أو لعلها تكون غيرت رأيها وفي الطريق إلى ..، رغم أنها أكدت لي أنها لن تحضر، ورغم أنني ودعتها ودعوت لها، .. وتحاورت مع روحي مراراً، على أن أقضي ساعات اليوم بدوها، وتهيأت لذلك، واعتزمت أن التزم الصمت والهدوء .. وعاهدت القلب الذي انقبض أن يجتاز المحنة بسلام.
ألقيت شرودي ويمناي على الباب المدرسي، فانفتح الباب ولا أعلم هل كنت أشيع أحزاني الهاربة أم استقبل أحزاناً جديدة؟ ..
أخذت مقعدي بمكتب المديرة .. وجدتني أصمت، ومن حولي المعلمات يتهامسن، يتضاحكن .. يحكين .. وأنا لا همس لي.
ولا ضحك ولا حكي .. هو الصمت الذي تركته الصديقة بجواري !!
.. ومع صمتي وشرودي كنت أصعد فوق درجات السلم إلى حيث الردهة الواسعة التي تشمل أبواب الصفوف، .. والتي تفضي إلى مكان تجمعنا اليومي!!
مكان تجمعنا !!
هو .. هو نفس المكان، .. نفس الجدران والمصابيح والمقعد!!
رحت أبحث عن النور الذي طالما أضاء أبواب الصفوف .. لم أجده !!
رحت أبحث عن البستان الوردي الذي كان يكسو الأرض حين كنا نفترشها سوياً ونظل نحكي ونمد الورد بالعطر .. رحت أبحث عن الزاد والمأوى. لم أجد!!
أنا الآن بلا زاد .. ولا نور ولا بستان !!
.. رحت أتحسس الجدران الحجرية الساكنة وكلما تعثرت فى أحجارها وأسمنتها وبياض حوائطها .. أسأل العاملين والعاملات عن الزاد ..
عن النور ..
عن البستان.
لم تكن مفاجأة بالنسبة لي أنها غير قادمة وإيناسها مفتقد لدي، فلقد أخبرتني بالأمس أنها ذاهبة إلى مكان آخر!!
أغلقت بابي. خلوت إلى نفسي. دعوت لها، أعترف!!
وأعترف أيضاً، وأؤكد أنني تجاورت مع روحي مرارا على أن أقضي ساعات اليوم بدونها، وتهيأت لذلك، واعتزمت أن التزم الصمت والهدوء .. فما هي إلا ساعات بسيطة .. ويأتي اليوم التالي وتكون الصديقة بجانبي.
ما إن توقف "الباص المدرسي" ليحمل المعلمات، حتي شعرت بأن روحي تسحب بعيداً، ربما لمكان لا أعلم منتهاه، وزمان لا أدري مداه ..!
فقد صعدت المعلمات الثلاث، وأخذن مكانهن المعتاد، لكنها لم تصعد، ولم تكن بجواري، .. ولم تسافر ابتسامتي لتعانق ابتسامتها مثل كل الصباحات الماضية بادئة تحيتها اليومية:
- صباح الخير ..
تقولها، فيرتاح صدري، ويبعث صوتها الدفء، وينشره على أرجاء المقاعد .. وتسألني عن أحوالي، سؤال أم عثرت على وليدها بعد طول غياب!!
ما إن توقف "الباص" ليحمل المعلمات، حتي وجدت قلبي يتفطر .. ولما انقبض فجأة من بين أضلعي، رحت أنظر ثانياً حول المكان لعلها قادمة بعد قليل، .. أو لعلها تكون غيرت رأيها وفي الطريق إلى ..، رغم أنها أكدت لي أنها لن تحضر، ورغم أنني ودعتها ودعوت لها، .. وتحاورت مع روحي مراراً، على أن أقضي ساعات اليوم بدوها، وتهيأت لذلك، واعتزمت أن التزم الصمت والهدوء .. وعاهدت القلب الذي انقبض أن يجتاز المحنة بسلام.
ألقيت شرودي ويمناي على الباب المدرسي، فانفتح الباب ولا أعلم هل كنت أشيع أحزاني الهاربة أم استقبل أحزاناً جديدة؟ ..
أخذت مقعدي بمكتب المديرة .. وجدتني أصمت، ومن حولي المعلمات يتهامسن، يتضاحكن .. يحكين .. وأنا لا همس لي.
ولا ضحك ولا حكي .. هو الصمت الذي تركته الصديقة بجواري !!
.. ومع صمتي وشرودي كنت أصعد فوق درجات السلم إلى حيث الردهة الواسعة التي تشمل أبواب الصفوف، .. والتي تفضي إلى مكان تجمعنا اليومي!!
مكان تجمعنا !!
هو .. هو نفس المكان، .. نفس الجدران والمصابيح والمقعد!!
رحت أبحث عن النور الذي طالما أضاء أبواب الصفوف .. لم أجده !!
رحت أبحث عن البستان الوردي الذي كان يكسو الأرض حين كنا نفترشها سوياً ونظل نحكي ونمد الورد بالعطر .. رحت أبحث عن الزاد والمأوى. لم أجد!!
أنا الآن بلا زاد .. ولا نور ولا بستان !!
.. رحت أتحسس الجدران الحجرية الساكنة وكلما تعثرت فى أحجارها وأسمنتها وبياض حوائطها .. أسأل العاملين والعاملات عن الزاد ..
عن النور ..
عن البستان.