شبك المسقط

4:10 م / /

شباك المسقط

بيد مرتعشة تدق المسمار. فى بساطة وبراءة تدق المسمار. فى غيظ تدق. فى فرح تدق. ينزلق من قبضتيها الدقيقتين تدق. يفر من أصبعين رفيعتين، وتدق الطفلة الصغيرة، والمسمار والدق فى شباك المسقط.
كانت تقف. تشب بقدميها الصغيرتين. ترتفع قليلاً عن إسفنج المقعد. ترفع ذراعيها تبدأ بدق الجزء الأسفل للشباك تجرب الوقوف على المسند، تثني ركبتها. يقع المسند، تقع بعده الطفلة.
تجعل المسند مسطحاً. ترص فوقه مسنداً آخر وآخر.
يستقر الجبل الصغير الذي صنعته والذي يكون فى كل مرة مهدداً بالسقوط.
ترفع ذيل فستانها فى تؤدة. تصعد, توالي الدق فى الجزء الأوسط للشباك .....
فى كل مرة، لا تساعدها قامتها الضئيلة للوصول إلى أعلى الشباك ........
فى كل مرة، تبحث من جديد، عن شيء تحمله غير اليد المعدنية ......
فى كل مرة البحث لا يطول..!!
ببطء تحمل يد الهون القديمة، تمسكها من جزئها الرفيع. القاعدة الدائرية المعدنية أحدثت ألما بصدرها الضعيف، أرادت البكاء. درا فى رأسها بعض من الأفكار دار فوق الخشب طرق المسمار. غمغمت بكلمات .. ظهر منها (ورقي .. كتبي .. أشيائي..)
فى هذه المرة، خانتها الحافة المدببة للمسمار، تحركت بعنف. اخترقت باطن سبابة يدها اليسرى، واليد اليمني مازالت تدق، والقلب تحت الملابس لم يزل يدق.
* * *
....... فى عينيها اختفت دمعة، لا تريد أن يلمحها.
....... فى أعماقها دفنت صرخة, لا تريد أن يسمعها.
....... خشيت أن يأتي، بغضبه يأتي، بقدمه يأتي.
أخوها الأكبر ..، يدوس حقيبتها المدرسية، ينزع. يبعثر. يرمي خارج الشباك كتبها وأوراقها، وبعضاً من أشيائها.

التسميات: