هى وأوراق الشجر

3:06 م / /

هــي .. وأوراق الشـــــجــــر

عن الأحبة والديار، تخلت، وَخلَّتْ ما بينها وبين الخرير وبين الهديل ما عادت تستأنس بالماء ولا بالحمام !!
قالت: صوته .. ليس بعد صوته !!
كما تهجر الطيور أوكارها، هجرت الزهور والأقحوان والياسمين الجميل.
قالت: عبيره ... ليس بعد عبيره !!
مثلما تفترق الأظافر عن الأصابع، خلعت رداء الروح، طرحت به كي يسافر على متن الفضاء.
قالت: روحه .. ليس بعد روحه !!

الحسناء، ترنو له بطرفها الساجى، في خجل واستياء .. ساءلته .. ماذا أعددنا لأيامنا .. هل أقمنا أعمدة لبيتنا ؟!!
.. في حنق وازدراء أجابها .. أنا أيامك ولبيتك !!
.. في تحرج وعتاب نطقت أسارير وجهها ..:
.. فى عجلة واقتضاب، تركها!! وما يسترني ويدفئني ويحميني ويأوينى!؟؟
.. جاء الشتاء اشتمل الرداء ولم يدفء برد الفراغ من حولها؟!
جاء الربيع .. صعد الربوع .. قطف الزهور وحده، ولم يهدها!!
جاء الصيف، أعطي الضيف .. ولم يخبأ حلوي المواسم من أجلها!!
جاء الخريف، زاد الحفيف .. راحت تستأنس بأوراق الشجر، لكنها هي الأخرى كانت قد ماتت وتساقطت!!
فرت دمعتان، واحدة سقطت على أوراق شجر الخريف أبدي حراكا .. والأخرى سقطت على ورق المطابع، رسمت حرفاً الحاء والباء ..
انهرت دموع كثيرة .. طابت جروح كثيرة !!

التسميات: