موت كائنة بحرية
تراكمت مع بقايا الكائنات الحية البحرية الصغيرة، بقطاع المحيط الدافئ
قضوا جميعاً ملايين من السنين المفرحة .. تحجرت الكائنة استحالت إلى حجر جيري ... تحجرت نعم !!
لكنها ظلت كائنة مدللة وموفورة الكبرياء ..!!
ظلت الكائنات تتجاوب مع الجماعة بكل الحب والعطاء.
وحتى حين حدث للقشرة الأرضية فوران، ونشأ قاع بحري بالمحيط الدافئ.
وطفت صخور فوق هذا الحجر، ومضت السنون والحرارة والأنات الضاغطة .. واستحال حينها الحجر إلى رخام .. ظلت الكائنة داخل الحجر كائنة .. بقوامها، ورشاقتها، وديمومتها، واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
وحتى حين انغرست المعدات الآلية للحفر لاستخراج الرخام ومن بعدها جاءت الماكينات الجبارة، وقامت الرافعات العملاقة والمثبتة فى القواعد الخرسانية، وحملت الكتل الرخامية وأرسلتها إلى المحجر، كانت الكائنة داخل الكتلة الرخامية كائنة لم تزل .. بقوامها، ورشاقتها، وديمومتها واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
كانت تتعذب .. تتحير .. تتألم، وليكن ( !! )
لكنها تحيا .. فى حالة من الحب والوجد الحجري الذي لا يثنيه عن النبض شيء، وكانت تفتح مسامها لترى .. وتسمع وتنظر أشارة البدء للذهاب، ولعناق الناس والأمكنة ( !! ).
وحتى حين سرت ماكينة القطع ذات الأقراص الأفقية والرأسية لتقطيع الكتل .. وتحولت الكائنة بلونها الأبيض الطباشيري إلى شريحة رقيقة، ومن بعدها سرت الماكينة الصغيرة لتقطيع الشريحة بحجم البلاط .. ومرت عبر ماكينة الصقل والتلميع ذات الرؤوس الماسية.
كانت الكائنة حتي هذه اللحظة كائنة فرحتها عارمة وهي تتزيا بزيها الجديد ذي أشكال ونقوش وظلال تتألق باللونين البيجي والحليبى ( !! ).
رقصت الكائنة يوم أن زفت إلى عتبة هذا البيت الفخم.
حين بصق صاحب البيت وداست صاحبته بقدميها على عتبته وسرى رذاذ البصقة سهاما وجروحا تتخلل مسامها لم تعد الكائنة كائنة.
لم تعد الكائنة برشاقتها وديمومتها واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
لم تحتمل ثقل الرذاذ الهش. بكت آثرت أن تموت قبل أن تجرح الأقدام كبرياءها ( !! ).
نزفت الكائنة اسمنتا وفتاتا وحليبا حجرياً.
تراكمت مع بقايا الكائنات الحية البحرية الصغيرة، بقطاع المحيط الدافئ
قضوا جميعاً ملايين من السنين المفرحة .. تحجرت الكائنة استحالت إلى حجر جيري ... تحجرت نعم !!
لكنها ظلت كائنة مدللة وموفورة الكبرياء ..!!
ظلت الكائنات تتجاوب مع الجماعة بكل الحب والعطاء.
وحتى حين حدث للقشرة الأرضية فوران، ونشأ قاع بحري بالمحيط الدافئ.
وطفت صخور فوق هذا الحجر، ومضت السنون والحرارة والأنات الضاغطة .. واستحال حينها الحجر إلى رخام .. ظلت الكائنة داخل الحجر كائنة .. بقوامها، ورشاقتها، وديمومتها، واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
وحتى حين انغرست المعدات الآلية للحفر لاستخراج الرخام ومن بعدها جاءت الماكينات الجبارة، وقامت الرافعات العملاقة والمثبتة فى القواعد الخرسانية، وحملت الكتل الرخامية وأرسلتها إلى المحجر، كانت الكائنة داخل الكتلة الرخامية كائنة لم تزل .. بقوامها، ورشاقتها، وديمومتها واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
كانت تتعذب .. تتحير .. تتألم، وليكن ( !! )
لكنها تحيا .. فى حالة من الحب والوجد الحجري الذي لا يثنيه عن النبض شيء، وكانت تفتح مسامها لترى .. وتسمع وتنظر أشارة البدء للذهاب، ولعناق الناس والأمكنة ( !! ).
وحتى حين سرت ماكينة القطع ذات الأقراص الأفقية والرأسية لتقطيع الكتل .. وتحولت الكائنة بلونها الأبيض الطباشيري إلى شريحة رقيقة، ومن بعدها سرت الماكينة الصغيرة لتقطيع الشريحة بحجم البلاط .. ومرت عبر ماكينة الصقل والتلميع ذات الرؤوس الماسية.
كانت الكائنة حتي هذه اللحظة كائنة فرحتها عارمة وهي تتزيا بزيها الجديد ذي أشكال ونقوش وظلال تتألق باللونين البيجي والحليبى ( !! ).
رقصت الكائنة يوم أن زفت إلى عتبة هذا البيت الفخم.
حين بصق صاحب البيت وداست صاحبته بقدميها على عتبته وسرى رذاذ البصقة سهاما وجروحا تتخلل مسامها لم تعد الكائنة كائنة.
لم تعد الكائنة برشاقتها وديمومتها واستعدادها لاحتضان الكون والأرض.
لم تحتمل ثقل الرذاذ الهش. بكت آثرت أن تموت قبل أن تجرح الأقدام كبرياءها ( !! ).
نزفت الكائنة اسمنتا وفتاتا وحليبا حجرياً.